حلب- مدينة التاريخ والجراح، صرخة إلى الضمائر الحية
المؤلف: سلطان التمياط08.06.2025

حلب، تلك المدينة السورية التي تكابد وطأة الدمار الشامل، لا تنحصر أهميتها في موقعها الاستراتيجي المحوري في قلب المعارك الطاحنة فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى رمزية عميقة الجذور، راسخة عبر التاريخ، وذلك بالرغم من الأهوال التي شهدتها منذ اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد المستبد، وما زالت تعانيه حتى يومنا هذا.
فقد كانت حلب القلب النابض للاقتصاد السوري، وعصب التجارة قبل أن تمزقها أتون الحرب الضروس، وكانت أيضاً درة السياحة السورية، ومقصد الباحثين عن المعرفة والثقافة والتاريخ العريق على مر العصور. وتعتبر حلب مدينة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، حيث ورد ذكرها في العديد من الوثائق والنصوص القديمة التي تعود إلى أكثر من عشرين قرناً قبل الميلاد.
بلغت حلب أوج ازدهارها السياسي والاقتصادي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، حيث أضحت مركزاً تجارياً حيوياً يربط بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق، وخضعت للحكم الإسلامي في منتصف القرن السابع الميلادي، قبل أن تقع تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية في القرن العاشر، ثم استعادها الأيوبيون في القرن الثاني عشر.
وعلى مر هذه الحقبة الزمنية المديدة، تجرعت حلب مرارة الكوارث المتتالية، من تفشي الأوبئة الفتاكة إلى الغزوات المدمرة التي أهلكت الحرث والنسل، قبل أن تخضع في نهاية المطاف لسيطرة الإمبراطورية العثمانية. ثم تقلص نفوذ المدينة وأهميتها بعد فصلها عن جنوب تركيا وشمال العراق أثناء تقسيم الدول العربية الحديثة في القرن الثامن عشر، ولكن بعد استقلال سوريا، استعادت هذه المدينة التاريخية عافيتها وتحولت إلى مركز صناعي قوي لا يستهان به.
يتألف سكان حلب من خليط متجانس من العرب المسلمين السنة، مع وجود أقلية سنية كردية وتركمانية. وكانت المدينة أيضاً موطناً لأكبر جالية مسيحية في سوريا، بالإضافة إلى أقليات شيعية وعلوية. وبغض النظر عن هذه الأهمية التاريخية والجغرافية، تقع المدينة الآن في بؤرة الصراع الدامي الذي يعصف بسوريا، حيث تمثل المعركة من أجل السيطرة على حلب أهمية استراتيجية قصوى بالنسبة لجميع الأطراف المتنازعة.
من هذا المقام، نتوجه بنداء عاجل إلى ما تبقى من عقلاء هذا العالم، وندعو الحكومات القادرة والمنظمات الإنسانية إلى الاضطلاع بدورها الإنساني النبيل، بعيداً كل البعد عن السياسات المقيتة التي أهلكت الشعوب والأوطان، ودمرت كل مظاهر الحياة في هذه البقعة المنكوبة!
نناشدكم أن تنظروا بعين الرحمة والشفقة إلى الأطفال والنساء والشيوخ المسنين في حلب، مدينة التاريخ والمجد والحضارة، وإلى كل الأبرياء الذين لا ذنب لهم، فهذا أسمى وأجل من أي اعتبارات سياسية أو نزاعات دنيوية تافهة.
رسالة أخيرة إلى كل الضمائر الحية في هذا العالم: وجهوا بوصلة ضمائركم ولو للحظة إلى قلب «حلب» الجريح، وتذكروا أن الإنسانية جمعاء مسؤولة عن إنقاذها.
فقد كانت حلب القلب النابض للاقتصاد السوري، وعصب التجارة قبل أن تمزقها أتون الحرب الضروس، وكانت أيضاً درة السياحة السورية، ومقصد الباحثين عن المعرفة والثقافة والتاريخ العريق على مر العصور. وتعتبر حلب مدينة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، حيث ورد ذكرها في العديد من الوثائق والنصوص القديمة التي تعود إلى أكثر من عشرين قرناً قبل الميلاد.
بلغت حلب أوج ازدهارها السياسي والاقتصادي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، حيث أضحت مركزاً تجارياً حيوياً يربط بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق، وخضعت للحكم الإسلامي في منتصف القرن السابع الميلادي، قبل أن تقع تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية في القرن العاشر، ثم استعادها الأيوبيون في القرن الثاني عشر.
وعلى مر هذه الحقبة الزمنية المديدة، تجرعت حلب مرارة الكوارث المتتالية، من تفشي الأوبئة الفتاكة إلى الغزوات المدمرة التي أهلكت الحرث والنسل، قبل أن تخضع في نهاية المطاف لسيطرة الإمبراطورية العثمانية. ثم تقلص نفوذ المدينة وأهميتها بعد فصلها عن جنوب تركيا وشمال العراق أثناء تقسيم الدول العربية الحديثة في القرن الثامن عشر، ولكن بعد استقلال سوريا، استعادت هذه المدينة التاريخية عافيتها وتحولت إلى مركز صناعي قوي لا يستهان به.
يتألف سكان حلب من خليط متجانس من العرب المسلمين السنة، مع وجود أقلية سنية كردية وتركمانية. وكانت المدينة أيضاً موطناً لأكبر جالية مسيحية في سوريا، بالإضافة إلى أقليات شيعية وعلوية. وبغض النظر عن هذه الأهمية التاريخية والجغرافية، تقع المدينة الآن في بؤرة الصراع الدامي الذي يعصف بسوريا، حيث تمثل المعركة من أجل السيطرة على حلب أهمية استراتيجية قصوى بالنسبة لجميع الأطراف المتنازعة.
من هذا المقام، نتوجه بنداء عاجل إلى ما تبقى من عقلاء هذا العالم، وندعو الحكومات القادرة والمنظمات الإنسانية إلى الاضطلاع بدورها الإنساني النبيل، بعيداً كل البعد عن السياسات المقيتة التي أهلكت الشعوب والأوطان، ودمرت كل مظاهر الحياة في هذه البقعة المنكوبة!
نناشدكم أن تنظروا بعين الرحمة والشفقة إلى الأطفال والنساء والشيوخ المسنين في حلب، مدينة التاريخ والمجد والحضارة، وإلى كل الأبرياء الذين لا ذنب لهم، فهذا أسمى وأجل من أي اعتبارات سياسية أو نزاعات دنيوية تافهة.
رسالة أخيرة إلى كل الضمائر الحية في هذا العالم: وجهوا بوصلة ضمائركم ولو للحظة إلى قلب «حلب» الجريح، وتذكروا أن الإنسانية جمعاء مسؤولة عن إنقاذها.